الكويت: زعمت صحيفة "السياسة" الكويتية أن إيران تعهدت بتقديم الدعم المطلق
للمدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الدكتور محمد
البرادعي، المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية المصرية المقررة العام
القادم، في مسعاه لتولي منصب رئاسة الجمهورية في مصر, وأبلغته استعدادها
لتلبية كل مطالبه المالية, وذلك عبر رجل أعمال عربي مقيم في أوروبا, سلمته
شيكاً بمبلغ 7 ملايين دولار لتغطية التكاليف الأولية للحملة الانتخابية.
وكشفت
الصحيفة عن مصادر وصفتها بـ "الخاصة"، أن اجتماعا عقد بين رجل الأعمال
(ع.ي) المقرب جداً من البرادعي وبين مسؤول إيراني في أحد الفنادق الفاخرة
في العاصمة الرومانية بوخارست, التي وصل إليها رجل الأعمال لإتمام صفقة
تجارية, وذلك بعد أسبوعين من الاتصالات السرية بين الجانبين.
وطلب
المسؤول من رجل الأعمال العربي نقل رسالة إلى البرادعي مفادها أن القيادة
الايرانية تبدي دعمها المطلق لتوليه منصب الرئاسة في مصر, وأنها تعتقد أن
ذلك سيعزز مكانة مصر على الساحتين العربية والإسلامية "نتيجة التغيير
الإيجابي الذي سيطرأ حتماً على العلاقات التي عانت ومازالت تعاني من الفتور
الشديد بين مصر وإيران".
ووفقاً للمصادر, فإن المسؤول الكبير نقل
عبر الرسالة تعهد القيادة الإيرانية دعم البرادعي بالشكل الذي يناسبه, وطلب
من رجل الأعمال أن يبحث مع البرادعي في كيفية تلقيه هذا الدعم وتفعيل
الوسائل التي تمتلكها طهران لتمكينه من مواجهة الجهاز الهائل الذي نجح
الرئيس المصري محمد حسني مبارك في بنائه خلال السنوات الطويلة الماضية,
والذي أعد على ما يبدو لتمكين نجله جمال من تولي المنصب بسلاسة وسهولة.
ومما
تضمنته الرسالة أيضاً استعداد إيران لنقل ملفات ومعلومات تمتلكها عن
الرئيس مبارك يمكن للبرادعي استخدامها حسب ما يراه مناسباً.
وبعدما
أبلغه أن طهران منحته الضوء الأخضر لتسليم البرادعي أي مبلغ يطلبه لدعم
حملته الانتخابية, سلم المسؤول الايراني رجل الأعمال العربي شيكاً بمبلغ
سبعة ملايين دولار لتغطية التكاليف الأولية لحملة البرادعي, وتمكينه من
تجنيد الدعم الكافي في مصر, وتعويض أنصاره الذين رحلتهم السلطات الكويتية,
وشراء مساحات واسعة في وسائل الإعلام المصرية والعربية والأجنبية.
وأكدت
المصادر أن القيادة الايرانية أبدت ارتياحها الكامل حيال نتائج اللقاء مع
رجل الأعمال العربي, معتبرة أنه في حال سارت الأمور على ما هي عليه الآن,
فإن انتخاب البرادعي لمنصب الرئاسة, على الرغم من أنه لا يبدو واقعياً, إلا
أنه غير مستحيل.
ورأت هذه القيادة أن سياسات البرادعي المرتقبة
والتي ستسير في سياق سياسات طهران في حال وصوله للرئاسة, من شأنها أن تغير
موازين القوى في المنطقة, لصالح إيران وحلفائها في مواجهة التحديات التي
تواجهها في المنطقة وخارجها.
"الكاريزما"
من ناحية أخرى،
اعتبرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن البرادعي، يفتقد إلى الكاريزما بشكلها
التقليدي، مشيرة إلى أنه لا يبدو في أغلب الأحيان واثقا مما سيقوله، حيث
تتخلل عباراته الكثير من التوقفات، كما اعتبرت أن مظهره يبدو كأستاذ جامعي
أكثر منه قائد حملة تغيير.
وأضافت المجلة في تقرير لها بعنوان "لغز
المصريين" في عددها الأسبوعي الذي يصدر نهاية مايو الجاري، نشرته على
موقعها الإلكتروني، أن مظهر البرادعي الخجول يخفي وراءه شخصية فولاذية، كما
أن صراعه مع إدارة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش بشأن البرنامج النووي
الإيراني خلق له "سمعة بطولية" في الشرق الأوسط، وهو ما "يخيف" النظام
الحاكم في مصر.
وتساءلت "نيوزويك" عما إذا كانت لدى البرادعي خطة
لتحقيق مطالبه، وقالت "إنه على الرغم من تدشينه موقعاً على شبكة الإنترنت،
وسعيه للحصول على مليون توقيع على عريضة مطالبه، فإنه ليس واضحاً كيف
سيستخدم هذه الأدوات لإضعاف نظام مبارك".
وحسبما ذكرت صحيفة "المصري
اليوم" المستقلة، أكد تقرير المجلة الأمريكية أنه إذا كان البرادعي يريد
بالفعل تغيير الأمور، فإن عليه أن يحشد المصريين للذهاب لصناديق الاقتراع
بدلاً من مقاطعة الانتخابات - كما هدد من قبل - مشيرة إلى قول الباحث
السياسي الأمريكي "إريك شاتشنيادر" في الستينيات، إن "موازين القوى في
النظام السياسي يمكن قلبها عبر الثورة الهادئة من خلال التوجه إلى صناديق
الاقتراع".
واستدركت قائلة، "صحيح أن مصر ليست أمريكا، إلا أن أفضل
أمل لإحداث التغيير هو اقتحام مواطنيها صناديق الانتخاب"، مضيفة أن
البرادعي يمكنه أن يكون قائدهم في ظل سمعته كرجل شجاع وأمين.