قال محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمرشح المحتمل للرئاسة في مصر اليوم السبت إن التغيير الديمقراطي يعتمد بقوة على الشبان.
ويقود البرادعي تحالفا من الأحزاب المعارضة والناشطين أقيم هذا الأسبوع لجمع التأييد الشعبي لإصلاح نظام سياسي أبقى الرئيس المصري حسني مبارك في السلطة لما يقرب من ثلاثة عقود.
وتجلى أغلب التأييد الظاهر للبرادعي على موقع فيسبوك وفي مجموعات أخرى على الإنترنت. وأحد هذه المجموعات انضم إليها أكثر من 130 ألفا وهو ضعف العدد الذي كان قبل وصول البرادعي إلى مصر في 19 من فبراير شباط.
وقال البرادعي "إذا كانت مصر ستتغير فإنها ستتغير من خلال الشبان".
وقال إن هدفه الأول هو "حشد أكبر قدر من التأييد الظاهر على الإنترنت ومن خلال وسائل أخرى للتغيير الديمقراطي".
والبرادعي "67 عاما" واحد من أشهر الشخصيات المصرية في العالم بعد أن رأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأحدث حراكا في السياسة المصرية بإعلانه عن احتمال خوضه للانتخابات الرئاسية عام 2011 في حالة ضمان نزاهتها.
وقال البرادعي الذي قضى سنوات طويلة خارج البلاد "سأرشح نفسي فقط إذا التحم الشعب حولي".
واضاف البرادعي في المقابلة التي أجريت معه في منزله على أطراف القاهرة أنه سيحافظ على زخم دعوته إلى التغيير "حيثما كنت".
وقال إن بناء التأييد على الإنترنت من الممكن أن تكون له تأثيرات تصاعدية. كما تستهدف الجمعية الوطنية من أجل التغيير التي يتزعمها البرادعي حشد التأييد من خلال وسائل مختلفة بين الذين لا يستخدمون الإنترنت في مصر حيث يعيش خمس عدد السكان البالغ 78 مليون نسمة على أقل من دولار واحد يوميا.
وقال البرادعي "المفتاح هو الأغلبية الصامتة من المصريين وإذا انضمت الأغلبية الصامتة إلى الجمعية الوطنية أعتقد أن ذلك سيحدث فارقا كبيرا جدا.
"حاولت أن أقيم ربطا بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإصلاح السياسي. إذا تحولت إلى نظام ديمقراطي فكل شيء آخر سيحل في محله الصحيح".
ولكي يرشح البرادعي نفسه اشترط ضمانات لنزاهة الانتخابات وتغييرات في دستور يجعل من المستحيل على أي شخص أن يرشح نفسه دون دعم الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم.
ويقول محللون إن فرص تنفيذ هذه الشروط قبل انتخابات 2011 بعيدة.
ولم يعلن الرئيس المصري "81 عاما" الذي يحكم مصر منذ عام 1981 عما إذا كان سيرشح نفسه لولاية جديدة أم لا لكن في حالة عدم ترشحه فإن كثيرا من المصريين يعتقدون أنه سيسعى إلى تسليم السلطة ابنه. وينفي مبارك وولده جمال ذلك.
وسئل البرادعي عن احتمال ترشيح جمال مبارك فأجاب "أعتقد أن النظام الحالي ليس حرا وعادلا وأي شخص يرشح نفسه وفق النظام الحالي أوضح أن هذه ليست ديمقراطية كما يجب أن تكون".
وأحدثت الدعوة للتغيير زخما حول انتخابات 2005 الرئاسية وسط ضغوط أمريكية باتجاه المزيد من الديمقراطية في المنطقة. وبالرغم من ذلك ندر أن تزيد أعداد المتظاهرين في الشوارع على بضع مئات وتبددت الحركة تحت وطأة القبضة الأمنية مع خفوت حماس واشنطن للتغيير السياسي.
وسئل البرادعي عما إذا كان أنصاره سيخرجون في مظاهرات فقال "الناس يتحدثون عن كل شيء وربما أعلنوا عصيانا مدنيا إذا لم يحدث تغيير".
وقالت جماعات حقوقية إن انتخابات 2005 شابتها مخالفات. وسجن أيمن نور الذي حل ثانيا بفارق كبير عن الرئيس مبارك بعد الانتخابات بتهم تزوير قال نور إنها سياسية. ونفى المسؤولون المصريون هذه الاتهامات.
وقال البرادعي "سيستغرق تحويل مصر إلى ديمقراطية وقتا طويلا" وأضاف أن مصريين كثيرين "يخشون" الإفصاح عن رأيهم.
وأضاف أن الوقت مبكر لوضع أي برنامج سياسي له في حالة خوضه الانتخابات.