شهدت أسعار السلع الغذائية قفزات سعرية عالية أرهقت كاهل المواطنين في أغلب دول العالم ومما لاشك فيه أن دول الخليج عانت بصورة كبيرة من ارتفاع الأسعار نتيجة الاعتماد على الاستيراد مما أدي إلى تفاقم الفاتورة الغذائية، فقد صنف خبير اقتصادي الدول العربية في مرتبة الدول العاجزة غذائياً، مشيراً إلى أنها استوردت 65% من غذائها عام 2007.
وقال الدكتور كامل شديد، مساعد المدير العام للتعاون الدولي في المركز الدولي للبحوث الزراعية (ايكاردا) لوكالة الأنباء الأردنية "بترا" إن الأمن الغذائي العربي يجب أن يكون موحداً إذ أنه من الصعب على الدول العربية تحقيقه متفرقة .
وأشارت بيانات المنظمة العربية للتنمية الزراعية إلى أن إجمالي مستوردات الدول العربية من السلع الرئيسية ارتفعت من 13 مليار دولار أمريكي عام 2000 إلى نحو 32 مليار دولار عام 2007، فيما ارتفعت قيمة الفجوة الغذائية العربية من 13 مليار دولار كمتوسط للفترة 1999 - 2003 إلى 23 مليار دولار في العام 2007.
وأضاف على هامش مشاركته في المؤتمر الدولي حول الامن الغذائي والتغيير المناخي في المناطق الجافة المنعقد في عمان أن على الدول العربية دراسة تحديات الامن الغذائي على اساس التوزيع الجغرافي للمنطقة ووفق مبدأ وفرة المياه والاراضي العربية الصالحة للزراعة بهدف الوصول الى خفض فاتورة استيراد الغذاء و تحقق مستويات امنة منه.
وتبلغ مساحة الأراضي القابلة للزارعة في الوطن العربي 198مليون هكتار ومساحة الأراضي المزروعة 69 مليون هكتار.
وبين شديد ان القطاع الزراعي هو مفتاح الأمن الغذائي في الدول كافة، ومن ضمنها الأردن مؤكدا انه لا يمكن فصل عناصر الأمن الغذائي دون النظر إلى التحديات التي تواجه الزراعة و تكثيف الجهود في مجال إجراء البحوث والدراسات العلمية التي تمكن المؤسسات الزراعية والمزارعين من مواجهة الصعوبات التي تعترضهم وهي شح المياه وارتفاع كلفة الطاقة ومدخلات الإنتاج و الصعوبات المتعلقة بالتسويق والعمالة الزراعية وتفتت الملكية والتصحر والتغيرات المناخية والتشريعات المنظمة للقطاع الزراعي.
وذكر شديد ان هناك دولاً عربية حققت معدلات جيدة ووصلت الى نسبة "فوق الاكتفاء" في زراعة بعض المحاصيل الغذائية مدللا على التجربة السورية في زراعة القمح وباتت من الدول المصدرة له كونها استخدمت تقنيات حديثة في زراعته .
وشدد على أهمية البحوث لتحقيق فهم كامل للروابط بين الموارد الطبيعة والفقر قائلا "علينا أن نربط ما بين الفقر في الدخل والفقر في الموارد وأن يكون بوسعنا بناء خرائط فقر مكانية تكون دقيقة وغير مكلفة نسبياً.
وراى ان تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء للدول العربية يتمثل في استخدام التقنيات الاساسية ومضاعفة الانتاجية علاوة على وجود سياسة عربية زراعية فاعلة تتبى الاستخدام الأمثل لمياه الري المتاحة واستكمال دراسات الأحواض المائية وممارسة الحصاد المائي كخيار استراتيجي وحسن استخدام المياه المستصلحة في الزراعة .
وطالب شديد الجامعات العربية بانجاز بحوث مشتركة تعني في تحسين كفاءة المياه وتطوير اصناف وسلالات من المحاصيل الزراعية مقاومة للجفاف والامراض النباتية ذات انتاجية عالية .