من أجلك بكيت و أبكيت العــــــــــــــالم معي..
هناك وقفت على شرفة غرفتي..
وقفت وتركت لخيالي يعيد ذكراك الراحل..
وقفت وسرحت في أجمــــــــــل الذكريات..
وقفت و أرى أمواج البحر الهائجة كأنها مشاعري..
أراها و كأنها تود أن تأتي إلي و تبتلعني..
كما أتمنــــــــــى أن تستطيع الوصول إلى لكي أغرق نفسي..
أغــــــــــــــــرق نفسي في هذا البحر..
خير من أغرق نفسي في بحر من الجروح و الآلام..
تعود بي الذكرى لتلك الأيام..
أيام عشتها كانت رائعة جمـــــــــــــيلة..
لم يشوبها شئ من الجروح..
إلى أن جاء اليوم الذي تلقيت أقوى صدماتي وتلتها الصدمات..
و أنا أتحمل و أعـــــــــــلن صبري..
حتى بدأت أخرج ما أكتمه في قلبي من خلال بوح قلمي..
أخ كنت أرتمي في حضنه كلما شعرت بالحزن..
أخ كلما رأني أقبل إلي و وضع قبلته على جبيني..
أخ كلما شعر أني أحمــــــل في داخل قلبي جرح ضمني لأينسيني..
آآآهـ ما زلت أذكر آخر ليلة قضاه معي..
نعم أذكر تفصيلها لحظة.. لحظة..
كأنه كان يشعر بأنه سيفارقني..
كأنه كان يعلم بأنها آخر ليلة له معي..
طلب منا طلب ويا له من طلب..
كأنه علم برحليه آآهـ من ذكراها تلك الليلة..
ليلة لم تكن كغيرها..
ليلة يميزها صوت الرعد المخيف..
ليلة ينيرها ضوء البرق الذي ينير السماء الظلماء..
طلبنا منا ننام أنا و أخوتي و أمي و أبي في غرفة واحدة..
يا إلهي يا له من شعور عندما تشعر بأنك ستفارق أهلك..
لم نرفض له طلبه..
ولا أعلم لمــــــــــــاذا استجبنا لطلبه..
نام معنا آخر ليلة..
آخر ليلة معك أخي تمنيت أن أرحل معك..
ولا أبقى في هذه الدنيا وحيده جريحة..
أذكر عندما أتيت من جامعتي..
وكنت قد تناولت غدائك ونمت..
تمنيت أن أكون قد تناولت معك آخر وجبة غداء..
تمنيت يومها أني ما استيقظت على خبر وفاتك..
تمنيت ولكـــــن لن يفيد التمني..
أعــــــــــــــــلم أني أعذب نفسي في ذكراك
أعلم أني كلما ذكرتك تركت دموعي تنهمر بلا توقف من أجل أن أراك..
كلما أشتاق إليك فتحت مذكرتي و تمعنت في صورتك..
صورتك التي أخذتها خلسة دون أن تراني في حياتك..
ما زلت أذكر ذلك اليوم عندما قلبت المنزل من أجل الصورة..
و أنا أنكر بأني لم أراها..
آآهـ رحمك الله و جعلك أن شاء الله من أهل الجنة
و أن شاء الله موعدنا الجنة يارب..