[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الفن أم الحياة؟ سؤال كثيراً ما يتردد في حياة كل المبدعين.
لا شك أن الإنجاز الفني يمنحنا حياة بعد الحياة إلا أن "ميريل ستريب" النجمة الأمريكية والتي رصع تاريخها الفني بثلاث جوائز "أوسكار" و15 ترشيحاً آخرها "أوسكار" هذا العام عن فيلمها "جولي وجوليا" سألوها ما الذي تتمني أن يكتب بعد عمر طويل على قبرك أجابت لا أحب أن أرتبط بمجال عملي – تقصد أفلامها وجوائزها – ولكن شخصيتي أكثر الأشياء التي تتحدث عني ولهذا فأنا أريد تسجيل نفسي في ذاكرة الناس كـ"امرأة" وأحب أن يكتب على قبري هذه الفنانة مثلت أدواراً متعددة كانت بالنسبة لحياتها أدواراً ثانوية؟!
"ميريل" لا تريد أن يذكر لها الناس مثلاً فيلما مثل "كرامر ضد كرامر" تريدهم أن يعتبروا كل ما حققته في حياتها من أعمال فنية هو جزء مكمل للصورة رتوش على اللوحة أما اللوحة التي تعتز بها فإنها الإنسان تريد أن تعيش تلك الحياة بكل تفاصيلها كأم وزوجة ومشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية..
إن المعنى المضمر فيما ذكرته "ميريل ستريب" هو أن البعض يستغرقه الفن عن معايشة الحياة ينسى أنه إنسان خلق لكي يعمل ويسعد
الآخرين إلا أن عليه في غمار الحياة التي لا تتوقف معاركها أن يعلم أن العمل ليس هو كل شيء في الوجود.
بالطبع الناس لا يعنيها في نهاية الأمر هذا الفنان ما الذي فعله في حياته هل تزوج هل أنجب هل اهتم بتربية أبنائه ما يعيش في ذاكرة الناس هو بالتحديد ما قدمه من إبداع أغنية، فيلم، مسرحية.
الفنان في مقياس الناس هو مشروع فني إلا أنه في مرآة نفسه ينبغي أن يكون إنساناً أولاً عليه واجبات اجتماعية وسياسية ينبغي أن ينجزها.. وهكذا مثلاً نرى الفنانين الكبار يشاركون في قضايا الوطن بل وقضايا العالم كله.
ألم يذهب مثلاً "جورج كلوني" إلى "دارفور" ألم يسجل اعتراضه على ما يجري في العراق وغزة إنه الإنسان الذي يعيش الحياة بكل
تفاصيلها.
صحيح أن "جورج" مثلاً لم يتزوج حتى الآن رغم أنه وصل إلى نهاية العقد الخامس من عمره فهو الآن في التاسعة والأربعون إلا أنه يعيش الحياة بكل تفاصيلها بأحلام وأفكار تجاوزت الفنان المشغول فقط بصراعاته لمواصلة نجوميته على خريطة الفن السابع وأغلب النجوم العالميين تجد لديهم الحرص على الحياة الاجتماعية التي يمارسون فيها العطاء بعيداً عن الكاميرا "أنجلينا جولي" ، "براد بيت" ، "توم كروز" ، "نيكول كيدمان" وغيرهم بينما نجومنا يغيب عنهم أن لديهم هذا الدور الاجتماعي.
نعم الإنسان خلف الفنان ربما لا يذكره الناس بعد أن تنتهي رحلته مع الحياة لكن الفنان ينبغي أن يمنح الإنسان بداخله فرصة لكي يعيش الحياة!!