الطالب الواثق من نفسه... لا يبالي بالتغييرات التي تحصل في تقسيم القاعات... و لا يضرّه تغيير مكانه... فهو في كلا الحالتين... سيدرس و يقدّم امتحانه بهدوء كما يفعل دائماً... و بإذن الله يكون النجاح حليفه...
أما الوجه الآخر... يمكنك ملاحظته حين ترى الطالب مرتبكاً... يذهب تارة و يعود تارة أخرى يتأكّد أنه قرأ لائحة الأسماء صح... يدخل إلى مكتب المشرف أملاً في إحداث تغيرات في التقسيم للطلبة... يقوم بتمثيل مسرحية تراجيدية تحكي ضياع مستقبله الدراسي (الذي ضيّعه بنفسه)...
ذاك الطالب الذي ذكرته في الفقرة السابقة... هو الغشّاش...
الذي يسرق جهود الآخرين من أجل مصالحه...
الذي يهمل أمر دراسته ثم يتدارك الموضوع بعد فوات الأوان...
و الأهم من ذلك... الذي يتناسى مراقبة الله تعالى له و يغفل عن أمر الحساب الذي سيواجهه يوما القيامة...
يقول صلى الله عليه و سلم: (( من غشّنا فليس منّا ))...
رسالة أوجّهها مع ابتداء الامتحانات إلى نفسي أولاً و إياكم...
فالنحذر... و لا نتهاون في موضوع الغشّ...
الغشّاش و الذي يغشّش... كلاهما مشتركان في الإثم...
من أعان على معروف كان له مثل أجره... و من أعان على معصية كان عليه وزرها...
و للعلم... فإن أي مرتبة أو درجة ترتقي بها عن طريق الغشّ... محسوووووووبة... و عليها إثم...
نحن أبناء الأمة الإسلامية... نحن من قال لنا الله تعالى "إقرأ"... نحن أحفاد الأئمة و الفقهاء...
لماذا نستثقل الدراسة؟؟؟
لقد زوّدنا الله بالعقل و القدرات فلماذا نضيّعها و قد أعدّها الله تعالى لنا لتخدمنا في أمور أكثر أهمية؟!!
أمتنا في حاجة اليوم... إلى ذلك العالم... و ذلك الطبيب... و تلك المهندسة... و هذه المدرّسة...
فالنثبت لأعدائنا بأن ضميرنا و فؤادنا لازال حيّاً... رغم الفتن التي نعيشها اليوم... لا يزال نبض الأمة في صدورنا...
فالنريهم بأن لنا عقولاً مثلهم... بل و قد تفوق عقولهم... ألم يكن أول من اكتشف الصفر مسلماً؟؟؟ ألم يكن أول من أسس علم الجبر مسلماً؟؟؟ ألم يكن أول من كتب في تفسير الأحلام مسلماً؟؟؟ ألم يكن أبرع طبيب مسلماً؟؟؟ ألم ... و ألم و ألم...؟؟؟
إن نفعك لأمتك يبدأ من دراستك... كيف أنت؟؟؟ هل حددت لك هدفاً؟؟؟ هل وضعت سبباً جعلك تختار هدفك؟؟؟ هل عملت بجد حتى تحقق ذلك الهدف؟؟؟
و لا تنسى... أن الله تعالى يكتب لك الأجر... و الملائكة تسجل لك الحسنة تلو الأخرى و أنت تخدم الدين و الإنسانية بعلمك...
جزاكم الله خيراً... و عذراً على الإطالة...