يحتاج كلّ إنسان في حياته الاجتماعية إلى من يصغي إليه ويفهمه.
ولا أحد ينمو بحرّية في هذا العالم ويبلغ غايته في النموّ إذا لم يشعر أنّ هناك على الأقل شخصاً واحداً يفهمه ويحبّه.
ومن أراد أن يتعرف إلى نفسه بوضوح، عليه أن يفتح قلبه لشخص ينتقيه بملء إرادته وحرّيته، على أن يكون هذا الشخص جديراً بتلك الثقة.
ولدى كلَ منَا قدرة عظيمة على الحب وتوق عميق إلى أن يُحِب ويُحَب. لذلك، إذا تُرِكَ الإنسان وحيداً، تآكلَتْهُ مشاكِلَهُ وما استطاع بلوغ ميناء الحياة بسلام.
والمحبّة تعني تحطيم كلّ ما يعيق اتصالنا بالآخرين والانفتاح عليهم وقبولهم كما هم.
إذا كنّا نستطيع، أن يُحَدِّثَ أحدُنا الآخر بصدقٍ عن ذواتنا، أي عمّا نفكر فيه، وما نشعر به، وعمَّا نُقّدِّر ونَحِبَُ ونحترم، وعمّا نُجِلُّ ونخشى ونكرَهُ ونتمنّى، وعمّا نؤمن به ونلتزم به... . آنذاك يتمكن كلّ منّا أن يُكَوِّن ذاته، وأن يعبّر بالحقيقة عمّا يُحبّ.
هذا هو المعنى الحقيقي للصّدق: أن يأتي المظهر في الخارج صورةً حقيقية لما يجولُ في الداخل. فلا سبيل إلى إقامة علاقات اجتماعية سليمة إلا بالصدق مع ذواتنا ومع الآخرين حتى تتحقق المحبة فينا فنحيا معاً الحياة الاجتماعية الصحيحة.