الوطنيه من غير سبب قلة ادب

«الحديث عن مرشح للرئاسة في الوقت الحالي وفي وجود الرئيس مبارك قلة أدب»..(1)

لست أنا قائلة العبارة السابقة بالطبع...لسبب مباشر (من غير ما تفكر) ؛
أنها وان كانت تحمل سبّة صريحة لعدد لا بأس به من الشعب فأنا و بلا فخر
أولهم

بل هي احدى التصريحات "بليغة" اللغة والمعنى التي جاد بها الدكتور علي
الدين هلال- أمين الإعلام بالحزب الوطني- في لقائه يوم السبت الماضي مع
اعضاء معسكر ابو بكر الصديق الذي شارك فيه 600 طالب من طلبة الجامعات

(هامش:اذا لم يصبح الحديث عن مرشح الرئاسة لبلد ما
مقبلة على انتخابات رئاسية بعد عام تقريبا هو الشغل الشاغل لأي مواطن فيها
مهتم بمستقبل هذا البلد ، وبالتالي هو نوع من ممارسة (الوطنية) فكرا وهو
أضعف الايمان...فماذا يكون اذن ؟!!)

واليكم التصريح الثاني للدكتور هلال في نفس المناسبة:

«هنبقي شعب هُزؤ لو عدلنا الدستور من أجل أشخاص»...(2)

الحق يقال ان هذين التصريحين قد أثارا في البداية دهشتي واستيائي لأقصى حد....أعقبتهما اثارة لنوبة من الضحك!

الاستياء والدهشة ليس سببهما الوحيد كون التصريح الأخير يحوي تناقضا جريئا
فجا بين ما حدث بالفعل في 2007 من "تأييف" للدستور المصري ليصبح مقاس 76
-اللي هو بالصدفة طلع نفس مقاس الوريث- وبين موقف الدكتور هلال هنا
واشارته مستنكرا بقوة لكون الدعوة للتعديل-الآن-تحاك لأجل أشخاص!!

ولا السبب وحده تلك اللغة السبابية التي انتشرت كالوباء بين أعضاء المجالس
-عفوا- الموقرة حتى كادت تصبح سمة مميزة لجلّ ما يحمل ختم الحزب الحاكم

ولا فقط بسبب (فشلي التام) في الانضمام لمن يرون في اسم واحد بعينه صورة
جودو المخلّص الذي سيأتي ليحل كل عقدنا السياسية بضغطة زر ،والذي يكفي
تأييده - ولو افتراضيا- لمنح صك الوطنية مجانا من البعض!

ولا بسبب كراهيتي الأصيلة المتأصلة المتجذرة المتغلغلة لأحرف كلمة
(ت-و-ر-ي-ث) ان اتت بالترتيب السابق والتي للمفارقة هي ذات الأحرف المكونة
لكلمات منقرضة مثل (ثورة-يثور....)

وحالتي في هذا النوع من الكراهية مستعصية حقا وتستحق الدراسة ، بدءا من
كراهيتي العنيفة للتوريث على مستوى المهن التمثيلية ، مرورا بحنقي الرهيب
من اليافطات التي اصطدم بها يوميا على غرار (تجارة الحاج بسطاوي وولده
مرعي)
ومقتي الشديد بحكم عملي لشعار "الطب يورّث لا يدرّس"
الى آخره من مظاهر التوريث (وانت طالع بقى)..مع مراعاه التناسب الطردي للكراهية طبعا

أما الضحك الذي تغلّب بجدارة على الاحساسين السابقين سببه ببساطة هو التناقض المثير للشفقة بين مغزى التصريحين منطقيا ..ولغويا حتى

حيث انه بجمع التصريحين(1) +(2)...تبين لي أن:
الدكتور هلال يرفض تعديل الدستور لأجل (أشخاص)
يعني يرفض مبدأ اختصار (البلد) في (شخص)

وفي نفس ذات الوقت والمناسبة بيعتبر الحديث عن مرشح لرئاسة البلد قلّة أدب طالما المنصب ليس (شاغرا)
يعني بيؤكد على مبدأ اختصار (البلد) في (شخص)!!![ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

عموما ....أرى ان من واجبي الآن ان أتقدم بخالص الشكر على ما يقوم به الحزب
الوطني من محاولات حثيثة لانتزاع "الضحكة" من شفاه الشعب المكلوم...!

اقول ايه بس

انا اصلا ماليش فى السياسة

دى بقى الإزدواجيه بعينها بلد بتاعت مصالح صحيح

ولا انا والله ليا ف السياسه بس الواحد من كتر اللى بيشوفه مش عارفه ميتعرضش لشىء من السياسه من وقت لتانى
تسلمى ميس على مرورك