عندما أصلي لا أشعر بأي شيء، اخرج من الصلاة لا أعرف ماذا قرأت من آيات..كل مشاغل الدنيا ومشاكلها تلاحقني أثناء السجود.. صلاتي بلا روح، مجرد حركات رياضية".
شكاوى نسمعها دائما من الشباب، لكن يا ترى، ما الخلل؟
لماذا لا يخشع الناس في الصلاة؟ وماذا علينا أن نفعل حتى نشعر بلذة الخشوع؟ وهناك 4 أسباب رئيسية لذلك هي:
عدم التجهز مبكرا للصلاة.. فكثير من الناس لا يتجهز للصلاة قبل الأذان، بل يكاد يخرج نفسه من العمل بمشقة بالغة حتى يلحق بالجماعة، أو يؤخر الصلاة عن الوقت الأول، وربما جمع بين الصلاتين لعذر أو غير عذر، فيدخل الصلاة وهو منشغل مهموم بأمور دنياه، فيفقد روح الصلاة، وهي الخشوع.
عدم تعظيم شأن الصلاة.. عدد كبير من الأشخاص يصلون من باب تأدية الواجب، أو من باب إسقاط الفريضة التي عليه فحسب، دون أن يكون هناك محبة حقيقية للصلاة، أو استشعار بأهميتها وفضلها ومكانتها، فالإنسان إن كان عدو ما يجهل، فإنه لا يمكن أن يؤدي المطلوب على الوجه السليم دون أن يعرف فضله ومكانته وفوائده.
وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" ما من امرئ تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها، إلا كانت كفارة من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله".
الروتين.. فتحول الصلاة كأي سلوك يفعله الإنسان بشكل روتيني؛ يفقد الإنسان روح الصلاة، فلا يعلم منها إلا حركات فحسب.
المعاصي.. ارتكاب المعاصي والتجرؤ على حرمات الله تعالى، يجعل بينه وبين قلبه حاجزا، فلا يحس بقلبه، ولا يحيا قلبه بالعبادة والطاعة، فكأن الإنسان يبنى سورا عظيما بينه وبين قلبه، فلا تنفذ إليه روح الصلاة.
10 خطوات للخشوع في الصلاة
هناك وسائل مهمة تعين المسلم على الخشوع في الصلاة، ومن أهمها:
1-الخشوع مهارة تحتاج إلى تدريب كأية مهارة يكتسبها الإنسان، بل هي أولى، فيجتهد الإنسان في صلاته بأن يدرك ما يقول ويفهمه، أو ينتبه للحركات من ركوع وسجود وقيام ونحوها.
2-يمكن أن ترفع الصوت قليلا حتى تسمع نفسك و تركز في الآيات.
3-لا يجب أن يطيل الفرد كثيرا في صلاته حتى لا يسرح فيها
فيغيب عنه الخشوع، ويدخل في التفكير بأمور الدنيا.
4-يمكنك حفظ آيات جديدة وأن تصلي بها فالتعود على الصلاة بالصور القصيرة كالفتح والفلق يجعل الإنسان يقرأها دون تركيز، أحفظ سور جديدة وصلي بها.
5-ما أجمل عبارة (همك على قدر ما أهمك)، فإذا حملت هم الخشوع في الصلاة، وسعيت له، وبذلت جهدا، وقرأت في سير الخاشعين، فثق تماما أنك ستصل إلى الدرجة التي تحبها، المهم ألا تيأس وأن تبذل حتى تصعد من حال الساهين إلى درجة الخاشعين.
6-من ترك دوام المعصية انفتح قلبه لخشية الله، واستقبل قلبه ما يقرأ من القرآن، أو ما يقوله من ذكر، فيقع على قلبه موضع الماء على الزرع؛ فينبت خشوعا لله.
7-يجب التجهز للصلاة بالوضوء والدعاء قبل أن يؤذن الأذان.
8- عليك بالمحافظة على صلاة السنن القبلية، وكذلك البعدية، والمحافظة على الصف الأول في الجماعة بالمسجد.
فقد جاء عن حاتم الأصم رضي الله عنه أنه سئل عن صلاته فقال :إذا حانت الصلاة أسبغت الوضوء وأتيت الموضع الذي أريد الصلاة فيه فأقعد فيه حتى تجتمع جوارحي، ثم أقوم إلى صلاتي وأجعل الكعبة بين حاجبي والصراط تحت قدمي والجنة عن يميني والنار عن شمالي وملك الموت ورائي أظنها آخر صلاتي، ثم أقوم بين الرجاء والخوف وأكبر تكبيراً بتحقيق وأقرأ قراءة بترتيل وأركع ركوعا بتواضع وأسجد سجوداً بتخشع وأقعد على الورك الأيسر وأفرش ظهر قدمها وأنصب القدم اليمنى على الإبهام وأتبعها الإخلاص، ثم لا أدري أقبلت مني أم لا؟
9-حافظ على ذكر الله تعالى وتذكر "أذكار الحال"، كدعاء الدخول والخروج، ودعاء اللبس والخلع، ودعاء ما قبل الأكل وبعده، ودعاء ما قبل النوم، ودعاء الاستيقاظ وغيرها من أدعية الحال، وكذلك أذكار الصباح والمساء، والمحافظة على ورد من القرآن يوميا.
10-لابد من استشعار عظمة الله تعالى في القلب خاصة قبيل الصلاة، فيروى عن زين العابدين علي بن الحسين أنه كان إذا توضأ اصفر لونه ، فقيل له: ما الذي يعتادك عند الوضوء ؟ يقول : أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم؟ يعني الله سبحانه وتعالى.
ويروى أن علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه – إذا حضر وقت الصلاة يتزلزل ويتلون، فقيل له: ما لك يا أمير المؤمنين ؟! فيقول : جاء وقت أمانة عرضها الله على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها.
وقيل لخلف بن أيوب: ألا يؤذيك الذباب في الصلاة فتطردها ؟!! فقال : لا أعود نفسي شيئا يفسد علي صلاتي ، فقيل له: وكيف تصبر على ذلك ؟! فقال: بلغني أن الفساق يصبرون تحت أسواط السلطان ليقال: فلان صبور،ويفتخرون بذلك ، فكيف وأنا قائم بين يدي ربي فأتحرك لذبابة
!!!!
اللهم ارزقنا الخشوع فى الصلاة يارب
منقووووووووووووووووووووووووووول