صـلاااة أمــي ...

تتقاذفني
زوابع الأفكار والشرود ، وحدي أبقى ووحدي أسافر

في
كل الجهات .. جلبه .. ضوضاء .. ثرثرة.. في عتمة ليلي

وثورة أفكاري وهواجسي ..

استفهام كبير ذلك
الذي يلف دائرتي الزمن يقف متعجرفا يعاند

كل شيء ويسري الخوف
موشوما بلحظات الهروب والتوسل

في آن ٍ معا.. ويبقى الاستفهام..

وفي داخلي
أسئلة مشربة حتى الاختناق ، طلاسم هي غموض

وانقباض سريع يعلو .. ويصخب.. وما يلبث أن يخمد دون
أن

يثور أو يتنفس..

استجابة ! استجابة من ذلك
المجهول في أعماقي.؟ من البعيد

المعتم
يهمس في وجداني :

( كلي.. أصغي لنداء نفسك ولن أكابر ولن
استحيل عليك ِ

مبتغاك ِ لقد بدأتي تشيخي وتهرمي ).. الغضب يسري في

عروقي
.. يثور .. تتلاطم أمواج التحدي ، ولكنني انتبه ..

زورقي بلا مجداف
..

فأنظر حولي .. من الأفق الى الأفق كله ماء .. كله البحر يحيط

بزورقي
.. الكون بأسره ِ لون واحد فقط..

الأزرق في كل مكان ،، في كل
الجهات يلفني.. يطوق مقاومتي..

والناقوس يدق .. ماهذا المنظر
المرعب.؟ وما هذا الشعور

الغامض.؟

انه الخوف والاستسلام..
فأغمضت عيني ، وتكوّمت في ركن

زورقي وأنا أحتضن أطرافي كجنين ٍ في
بطن أمه..

وفجأة.. هبت نسمة باردة عليلة وبدأ شعور رائع يسري في
دمي

، والدف ء يغمرني.. ومن بعيد اسمع صوت حنون..

وخفقات
قلب ندي مفعم بالحب والعطاء ، وصلوات عظيمة

ودعاء صادق لا تشوبه
شائبه ..

دعاء يصل الى السماء بكل يسر ودون وسيط .. لتأتي الى

بركاته
.. بركة ذلك الدعاء .. وتلك الصلوات .

وبدأت أتمدد وأنتعش وأفتح
عيناي .. فوقفت بقوة وتوسطت

زورقي ،، وشرعت أجدف بذراعي ّ لأرى
اليابسة ..

انه اللون الأخضر .. الأمل .. النجاة .. لقد نجوت ..

فهدأت
زوابع الأفكار ، وتبددت عتمة الليل .. وهدأت ثورة

الهواجس ، وزال
الغموض والانقباض ، وتنفست الراحة والأمل

والسكينة ..

وما أن
وطأت قدماي العشب الأخضر .. حتى أدرت عنقي في

اتجاه ذلك الصوت ..

انه
هو .. أعرفه ...

أشعره بكل جوارحي .. أحبه .. أعشقه .. يملأ خافقي
وكياني ..

يشبعني .. ويرويني .. يشجعني ويقويني لمسيرة جديدة .

انه
دعائها وصلواتها .. انه صوتها ..

"" صـــوت أمــــــي ""

نايس توبيك ريد
تسلمو

نورت التوبك دارك