عقبات عديدة واجهت الرئيس الأمريكي باراك أوباما منذ اللحظة الأولى التي تسلم فيها مقاليد الحكم داخل البيت الأبيض قبل عام ونصف لعل أبرزها تلك الأزمة الاقتصادية التي تعتبر الأسوأ منذ ثلاثينيات القرن الماضي وهو ما انعكس سلبيًا من خلال ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل وزيادة معدل فقدان الوظائف في الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تسلم أيضًا من كارثة بيئية خطيرة تمثلت في التسرب النفطي بخليج المكسيك.
وفى إطار سعيه للتخفيف من حدة هذه الأزمات وإيجاد مخارج بديلة، أعلن أوباما اليوم أن شركات الطاقة الشمسية الجديدة ستحصل على ملياري دولار وذلك بهدف إتاحة آلاف الفرص الوظيفية وزيادة استخدام الدولة لمصادر الطاقة المتجددة.
وكشف خلال خطابه الأسبوعي الإذاعي والذي أوردت وكالة الأنباء السعودية مقتطفات منه عن أن عملية التمويل هي جزء من خطته لجلب صناعات جديدة إلى الولايات المتحدة الأمريكية مشيرًا إلى أن مثل هذه المشاريع ستوفر 2000 وظيفة لتنفيذ الإنشاءات، و1500 وظيفة دائمة.
وأوضحت مصادر أمريكية أن الشركتين اللتين ستحصلان على الدعم المالي هما "أبينجوا سولار" وذلك لمساعدتها في بناء إحدى أكبر محطات توليد الطاقة الشمسية في العالم، التي ستُقام قرب جيلا بند بولاية أريزونا الأمريكية، وشركة "أبوند سولار مانيفاتورينق"، التي ستبني محطات في كولورادو وانديانا.
وكان الرئيس الأمريكي قد أوضح أن بلاده ستمر مع الوقت بمرحلة انتقالية نحو الطاقة النظيفة مؤكدًا أن الدول التي ستمتلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية ستفوز بالسباق الاقتصادي العالمي في القرن الـ21.
وأشار أوباما إلى أنه في غاية الاقتناع بشأن التحرك في هذا الاتجاه لكن في الوقت نفسه يعلم تمامًا أنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تتوقف عن استخدام النفط العام المقبل أو خلال الأعوام العشرة المقبلة أو أن تتحول بين عشية وضحاها إلى الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح.
ولعل من أبرز الأسباب التي دفعت الرئيس الأمريكي إلى السعي وراء إيجاد مصادر وقود بديلة ورسم مستقبل يعتمد على الطاقة ذلك التسرب النفطي الذي حدث في خليج المكسيك قبل 72 يومًا من الآن.
وقال أوباما في كلمة بجامعة "كارنجي ميلون" بولاية بنسلفانيا الأمريكية في وقت سابق من الشهر الماضي إن الجيل الجديد لن يقع أسيرا لمصادر الطاقة التي تعود إلى القرن الماضي مضيفا "لن نعود إلى الوراء..أمريكا ستمضي قدما".
يشار إلى أن التسرب النفطي في خليج المكسيك هو الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية ويعد بمثابة كارثة بيئية نجمت عن تسرب نفطي هائل وقع بعد انفجار نجم عن تسرب غازي في منصة "ديب ووتر هوريزون" التابعة لشركة بريتش بيتروليوم "بي. بي" البريطانية في 22 أبريل/نيسان من العام الحالي وتم تقدير حجم التسرب ما بين 35 إلى 60 ألف برميل يوميا تخرج من البئر الواقعة على عمق 1500 متر تحت سطح البحر، ما دفع أوباما لوصف الحادثة بأنها أكبر كارثة بيئية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت تلك الحادثة، التي أودت بحياة 11 عاملا، قد أدت إلى تعرض أسهم شركة "بريتش بيتروليوم" العملاقة لتراجعات حادة على الرغم من محاولاتها المتكررة لوقف تسرب النفط والتي وصلت تكلفتها إلى ما يقرب من مليار دولار.
ومن ناحية أخرى فقد انخفض معدل البطالة إلى 9.5 % خلال شهر يونيو/حزيران المنصرم مقارنة بـ 9,7 % خلال مايو/أيار الماضي كما هبط عدد الباحثين عن وظائف إلى أكثر نصف مليون شخص، وهو ما يعد دفعة للرئيس باراك أوباما الذي بدأ الوقت في النفاد أمامه لإعادة الاقتصاد إلى مساره الصحيح قبل انتخابات الكونجرس المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني.
وتوقع معظم المحللين ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل إلى أكثر من 15 مليونا في يونيو/حزيران مما سيرفع مستوى البطالة إلى 9,8 % ولكن عدد العاطلين عن العمل انخفض إلى 14.6 مليون شخص في يونيو/حزيران حيث توقف 652 ألف شخص عن البحث عن عمل.