لا تستصغر نفسك "
بقلم ا/كريم الشاذلى
يحكى عن المفكر الفرنسي (سان سيمون) أنه علم خادمه أن يوقظه كل صباح في فراشه وهو يقول : (انهض سيدي الكونت ... فإن لديك مهام عظيمة لتؤديها للبشرية !) ... فيستيقظ بهمة ونشاط ممتلئا بالتفاؤل والأمل والحيوية ، مستشعرا أهميته وأهمية وجوده لخدمة الحياة التي تنتظر منه الكثير والكثير ...
المدهش أن (سان سيمون) لم يكن لديه عمل مصيري خطير ليؤديه ، فقط القراءة والتأليف وتبليغ رسالته التي تهدف إلى المناداة بإقامة حياة شريفة على أسس التعاون لا الصراع الرأسمالي والمنافسة الشرسة ... لكنه كان يؤمن بهدفه هذا ويعد نفسه أمل الحياة كي تصبح مكانا أجمل وأرحب وأروع للعيش .
فلماذا يستصغر المرء منا شأن نفسه ويستهين بها ؟!!!...
لماذا لا نضع لأنفسنا أهدافا في الحياة ، ثم نعلن لذواتنا وللعالم أننا قادمون لنحقق أهدافنا ونغير وجه الأرض – أو حتى شبر منها – للأفضل .
شعور رائع ونشوة لا توصف تلك التي تتملك المرء الذي يؤمن بدوره في خدمة البشرية والتأثير الإيجابي في المجتمع .
ولكن أي أهداف عظيمة تلك التي تنتظرنا ؟!!! ... سؤال قد يتردد في ذهنك عزيزي القارئ ...
وأجيبك - وكلي يقين – بأن كل امرئ منا يستطيع أن يجد ذلك العمل العظيم الذي يؤديه للبشرية ... إن مجرد تعهدك لنفسك بأن تكون رجلا صالحا هو في حد ذاته عمل عظيم ... تنتظره البشرية في شوق ولهفة ... أدائك لمهامك الوظيفية والاجتماعية و الروحانية عمل عظيم قل من يؤديه على أكمل وجه .
يلزمك أن تقدر قيمة حياتك وتستشعر هدف وجودك على سطح هذه الحياة (وأكيد لك قيمة كبيرة في هذه الحياة) كي تكون رقما صعبا فيها .
قم يا صديقي واستيقظ ...!!!
فإن أمامك مهام جليلة كي تؤديها للبشرية ...
...... ( عندما تطمح في شيء وتسعى جادا في الحصول عليه ، فإن العالم بأسره يكون في صفك) ...
" باولو كويلو"