في أجواء سياسية واجتماعية مشحونة تميزت بتململ في الشارع المصري عكسته مظاهرات عمالية مطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية، وأخرى لحركات سياسية تطالب بتنقيح الدستور ورفع حالة الطوارئ، احتفت الصحف المصرية المملوكة للدولة بعيد ميلاد الرئيس المصري حسني مبارك الثاني والثمانين في خطوة وصفها البعض بأنها لا تبدد قلق المصريين بشأن أوضاع البلد ولا سيما مسألة انتقال السلطة بسلاسة في بلد تقول تقارير إنه إزاء "مخاطر سياسية رئيسية يتعين ترقبها".
وتهيمن على الشارع المصري تساؤلات جوهرية من بينها ما إذا كان الرئيس مبارك سيجدد ترشحه للمنصب في الانتخابات الرئاسية العام المقبل أم لا.
ووصفت صحيفة "الأهرام" في مقال كتبه رئيس تحريرها أسامة سرايا مبارك بأنه "صانع المستقبل" و"رمز وآية لجهودنا في بناء مصر الحديثة في كل المجالات" كما وصف يوم ميلاد الرئيس بانه "عرس للشرفاء الوطنيين".
وبدوره أشاد رئيس تحرير جريدة "الجمهورية" محمد علي إبراهيم بـ"عظمة السياسة التي يتبعها الرئيس مبارك" مشيرا الى أنها "لا تعرف الاستقطابات أو التحالفات.. وليس فيها مثلثات أو مربعات".
وأضاف "ان مصر القوية الآمنة مع حسني مبارك لا تتنازل عن كرامتها ولا تضحي بسيادتها ولا ترحم من يفكر في تهديدها".
وفي مقالة افتتاحية كتب رئيس تحرير "الأخبار" محمد بركات بأن أهم ما يميز مبارك "هو حرصه الشديد والدائم على بذل أقصى الجهد في تأدية عمله، والوفاء بمسؤولياته، وأداء واجبه على الوجه الأكمل".
ووصف عبد الله كمال رئيس تحرير "روز اليوسف" مبارك بأنه "يتميز بدهاء عقلي رهيب ومدهش وتاريخي". وأضاف ان مبارك "قائد أكبر دولة عربية وأعرق دولة عربية ولكنه لم يتجه إلى التعالي في التعامل مع الأشقاء بل إلى أن يتفاعل وفق منطق الأخوة والمشاركة".
ولم تشر أي من الصحف الى الحالة الصحية لمبارك الذي يتعافى من عملية جراحية أجراها قبل شهرين في ألمانيا ولا الى احتمالات إعادة ترشحه للرئاسة لدورة سادسة في الانتخابات المقررة العام المقبل.
وتقوم قوى معارضة مصرية بحركة احتجاجات واسعة للمطالبة بتعديلات دستورية تتيح إمكانية ترشح أفراد مستقلين للرئاسة ورفع حالة الطوارئ في البلاد المفروضة في البلاد منذ ثمانية وعشرين عاما.
وبالمقابل ورد في تقرير لمحلل رويترز ادموند بلير أن "حالة عدم التيقن بشأن من سيقود مصر بعد الرئيس حسني مبارك تمثل الخطر الداهم الذي يتعين متابعته عن كثب خلال العام المقبل مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2011.. يضاف إلى ذلك بعض المخاوف المستمرة بشأن الحكم الرشيد والاضطراب الاجتماعي"..
ويضيف "ليس لمبارك خليفة معين ولم يفصح عما إذا كان سيسعى لخوض الانتخابات لفترة جديدة.. وإذا لم يفعل فإن أكثر وجهات النظر شيوعا هي انه سيسلم السلطة لابنه جمال "46 عاما" وهو سياسي في الحزب الوطني الحاكم..وقد يسعد هذا مجتمع الأعمال.. لكن نجل الرئيس ليست لديه خلفية عسكرية وهو ما يمكن أن يمثل عقبة في بلد يحكمه ضباط كبار سابقون في الجيش منذ عام 1952