الغبار الكثيف لبركان آيسلندا الذي أصاب حركة النقل الجوي على مستوى أوروبا بحالة من الشلل التام ، قد لا تنحصر خسائره على شركات الطيران بسبب إلغاء أغلب الرحلات مع مختلف دول العالم بل قد تمتد إلى العديد من القطاعات الاقتصادية خاصة العالمة في مجال التأمين والمنتجات الغذائية على سبيل الحصر.
وفي ضوء تلك الخسائر المرتقبة مع توقف حركة الطيران بصورة كاملة من مطارات شمل أوروبا ، لجأت العديد من الشركات إلى البحث سريعا عن وسائل وخطوط نقل بديلة خاصة السلع مرتفعة السعر و البضائع سريعة التلف والتي عادة ما يتم نقلها عبر النقل الجوي .
ويشير في ذلك الصدد تقرير لصحيفة الـ "هيرالد تربيون" إلى احد شركات الشحن الجوي العاملة بقرية البضائع في مطار دبلن حيث لجأت تلك الشركة إلى توريد البضائع في المرحلة الراهنة عبر النقل البري والبحري .
وتتطلع حاليا شركات التأمين إلى تجنب الاضطرار لدفع تعويضات كبيرة للمتضررين من تأخر عمليات الشحن ، إلا إذا كانت هناك خسائر مادية مباشرة نتيجة لثورة بركان أيسلندا .
وأشار متحدث باسم شركة "لويدز" للتأمين في لندن إلى أن الشركة تقيم حاليا مدى انكشافها بالنسبة لعدد من المنتجات التأمينية مؤكدا في الوقت ذاته انه من السابق لأوانه التطرق لنوعية التعويضات التي قد تظهر.
ومن جانبها استبعدت شركة " سويس ري " للتأمين التعرض لتحمل تعويضات كبيرة بالنسبة لشركات إعادة التأمين . ويرى متحدث باسم شركة "آليانز" أن الانفجاريات البركانية غير مغطاة من قبل شركات التأمين.
وأضاف أن تقييم الفاتورة الفعلية التي ستتحملها الأنشطة الاقتصادية سيكون امرا مستحيلا وذلك لحين اتضاح مدى سرعة انتشار سحب الرماد البركانية.
غير انه في المقابل يرى احد المحللين أن إلغاء الرحلات الجوية قد يكلف شركات الطيران مثل "اير فرانس كيه ال ام" عشرات الملايين من اليورو كإيرادات ستخسرها تلك الشركات.
وقال إن الأمر المثير للقلق يتمثل في مخاطر استمرارية تداعيات بركان أيسلندا لأسابيع أو ربما شهور وهو ما سيتسبب في مضاعفة خسائر شركات الطيران.
وأضاف أن تأثيرات ذلك البركان قد تصبح أكثر ضررا لشركات الطيران منخفضة التكلفة والتي لا تملك القدرة على تحويل الرحلات أو التشغيل من محطات جوية مختلفة.
وعلى الرغم من حقيقة ارتفاع تكلفة الشحن الجوي مقارنة بالشحن البحري إلا أن حركة الشحن عبر الطيران قد شهدت انتعاشا خلال العام الماضي وذلك كما يرى احد الخبراء.
وأوضح انه في ضوء الأزمة المالية العالمية انتقلت العديد من الشركات والمؤسسات التجارية نحو الشحن الجوي نظرا لبطئ حركة الشحن البحري والحاجة لنقل سلع وبضائع اقل حجما مع الحصول على مردود سريع.
غير انه كما يشير احد المديرين التنفيذيين فأن ارتفاع تكاليف الشحن الجوي مع الوضع في الحسبان الاعتبارات البيئية تظل بمثابة عاملا رئيسيا يحد من توسع ذلك القطاع .