ترى صحيفة الجارديان فى افتتاحيتها، أن إعلان إسرائيل عن بناء مزيد من المستوطنات بالأراضى الفلسطينينة، جعل حل وجود دولتين أمرا أصعب ليتحقق.
وتشير الصحيفة إلى أنه عادة ما تعمل الحكومات من خلال السياسة على تحقيق مصالحها الشخصية، إلا أن الطريقة التى تصرف بها الإسرائيليون عند استقبال جو بايدن نائب الرئيس الأمريكى أمر مثير للاهتمام واستثناء للقاعدة، فلقد تصرفت الدولة الإسرائيلية بطريقة لا تجلب لها أى فائدة تقريبا، بل إنها توفر قدرا كبيرا من إلحاق الضرر بالذات.
فبدلا من إحتضان بايدن، أظهرت إسرائيل له تحديا، واختارت يوم حضوره للبلاد حتى تعلن بناء 1600 وحدة سكنية جديدة بالقدس الشرقية. مما يمثل إهانة للإدارة الأمريكية التى طلبت من إسرائيل تجميد كل النشاط الاستيطانى بأراضى 1967.
وتضيف الصحيفة "لا عجب إذاً أن يقال إن الرئيس أوباما أنتابته موجة من الغضب المتوهج، حيث أمضى 90 دقيقة على الهاتف مع نائبه ليصيغ بيان إدانة حدة لهجته نادرة، لإسرائيل.
وتشير الصحيفة إلى أن موقف إسرائيل هذا يحير صحافة بلادها بالكامل، فالبعض يظن أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو أحمق، ويتساءل آخرون ما إذا كان رئيس الوزراء محتال يريد أن يظهر للعالم، وفق رأى أحد المعلقين الأوروبيين، أن إسرائيل قادرة على وضع العصا فى عين أمريكا، ومحاولة الإفلات من العقاب. إلا أن معلقا إسرائيليا يقول إن كل هذه التفسيرات جذابة لكنها مثل الاختيار بين الطاعون والكوليرا.
إلا أن الصحيفة ترى أن الأضرار التى لحقت بإسرئيل بالتأكيد هى ضخمة، فلقد أهانت أقوى حلفاءها الذى يمثل قوة عظمى فى العالم، والذى يتمتع لتأثير فريد على المنطقة، كما أنها وجهت الإهانة فى وجه أحد رجال الإدارة الأمريكية الذى يكن صداقة كبيرة لإسرائيل ويقول إنه يفخر بصهيونيته.