اأثيرت ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ
تساؤﻻتُ كثيرة حول الخَجل و الحَياء . فَبدأتٌ ﺑِﺎﻟﺒﺤﺚ و
السؤال ﻋﻦ الفرق بينهما وما يحتاج إليه ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ اﻷسلامي . فهل
ارتقاء اﻹسلام و عودته يحتاج إلى الخجلٍ ؟ أم أننا ﺳﻨﺠﺪ علاج
ﻋﻠﺘﻨﺎ ﻓﻲ الحياء .. وهنا بدأت رحلتي ﻓﻲ البحث ﻋﺴﻰ أن أكون
وفقتُ فيما ﻛﺘﺒﺖ .
الخجل : هو اﻷنطواء ﻋﻠﻰ الذات و الخوف ﻣﻦ الناس وهو ﺻﻔﺔ ﻣﺮﻓﻮﺿﺔ
ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻤﺎ يترتب عليه ﻣﻦ تفويت المصالح .. وقد يتحول الخجل
ﻓﻲ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﺎ إلى الرهبة و الخوف و ﻗﺪ يصل إلى رهاب ﻣﻦ الناحية
العلمية ﻷن الخوف يولد انفعاﻻت عصبية ينتج عنها هرمون يسبب
ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اليقظة الكاذبة التي تؤدي الى " الصداع و ﺿﻐﻂ الدم و
النسيان المتكرر و النوم الغير ﻣﻨﺘﻈﻢ ."
واﻻشخاص الذين يعانون ﻣﻦ الرهاب - المعروف ايضا بالخوف الغير
مبرر ﻣﻦ الناس - يعانون ﻣﻦ التكيف ﻣﻊ المجتمع و ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ أهمها
انعدام الثقه ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ وشعور بعدم الرضاء .
و الخجل ﻋﻨﺪ الفتيات العرب ﻣﺎ هو اﻻ تقليد ﻣﻦ تقاليد المجتمع
وهو ﻧﻘﻤﺔ تدل ﻋﻠﻰ الضعف و ﻗﻠﺔ الحيلة و وسيلة سهلة للهروب ﻣﻦ
الواقع ، أما حياء هو ﺷﻌﺒﺔ ﻣﻦ ﺷﻌﺐ اﻻيمان و دليل ﻋﻠﻰ ذلك قول
المصطفى - عليه الصلاه و السلام - ) : اﻻيمان ﺑﻀﻊ وستون - او
وسبعون - ﺷﻌﺒﺔ والحياء ﻣﻦ اﻻيمان .( رواه البخاري ومسلم .
أما الحياء : فهو التزام مناهج الفضيلة و آداب اﻷسلام فهو ﻻ
يقترن بالخوف أبدا وهو ﺷﻌﺒﺔُ ﻣﻦ ﺷﻌﺐ اﻹيمان و يعتبر ﻣﻦ ﺳﻤﻮ
اﻷخلاق ، فالحياء نكتسبه ﺑﻤﺤﺾ ارادتنا وهو ﻧﻌﻤﺔ ﻛﻤﺎ قال المصطفى
- عليه الصلاه و السﻼم - ) : الحياء ﻻ ياتي اﻻ بخير ( رواه
بخاري ومسلم . وهو ﻛﻤﺎ عَرفهُ العلماء ﺧﻠﻖ يبعث ﻋﻠﻰ إجتناب
القبيح ﺣﺘﻰ ولو ﻟﻢ يرك أحد و عاطفة ﺗﺮﺗﻔﻊ به النفس ﻋﻦ الدنايا
.
الحياء ﺧﻠﻖ له تأثير عظيم ويجب علينا المحافظه عليه و تعزيزه
لدى ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻧﻨﻈﺮ إلى ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ اليوم فنجدهم فقدوا حيائهم
وفقدوا معه الخير ﻓﻲ حياتهم فضاعوا ﻓﻲ لذات الدنيا و جاهروا
ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺻﻲ و نسيو الدين و اصبحو يمارسون أخلاقٌ ليست ﺑﺄﺧﻠﻘﻨﺎ و
عادات ليست بعاداتنا ولم يردعهم حياءٌ وﻻ ﺧﺠﻞٌ ﻣﻦ ذلك .
وما دفعني إلى توضيح الفرق و العلاقة العكسية بين الخجل و
الحياء هو أن ﻣﻌﻈﻢ الناس يظنون أن الخجل هو الحياء ولكن ﻛﻤﺎ
وضحت ﻟﻜﻢ الخجل ﻋﻜﺲ الحياء . فالخجول يشعر بأنه أضعف ﻣﻦ اﻵخرين
وأنه ﻻ يستطيع مواجهتهم ﺣﺘﻰ إن ﻟﻢ يرتكب ﺧﻄﺄ أما الحياء فهو
شعور ﻧﺎﺑﻊ ﻣﻦ اﻷحساس فالحيي يستحي أن يزني أو يكذب ﻻنه ﻻ يقبل
ان تكون نفسه بهذه الدنايا .
ومن أمثلة ﻋﻠﻰ الحياء الخليفة الراشد عثمان ﺑﻦ عفان رضي ﷲ عنه
الذي تميز بالحياء لدرجة أن النبي ﺻﻠﻰ ﷲ عليه وسلم أخبرنا )
انه ﺗﺴﺘﺤﻲ منه الملائكة ﻣﻦ شدة حياءه ( ﻣﻦ ﻣﺴﻨﺪ احمد ، ولكن
هذا الرجل ﻟﻢ يكن يمنعه حياؤه ﻣﻦ المطالبة بحقه وأن ياخذ حقه
وهذا ﻋﻜﺲ الخجل .
فيجب علينا تعليم أبنائنا و طﻼبنا هذا الخلق العظيم فالحياء هو
ﻣﺎ يحفظ الرأس وما حوى والبطن وما وعى - أي أن يحفظ جوارحنا
ﻋﻦ ﻛﻞ ممنوع ومحرم - .