رغم انه وفد إلينا من الثقافة الغربية ورغم أن الكثير لا يزال يعتبر الاحتفال به "حرام" و، يظل "الفالنتين" يوم المحبين في العالم ولدينا ـ في عالم المال ـ يبقى الأمر الوحيد المؤكد هو أن عيد الحب هو يوم سعيد لتجار الأزهار، بائعو الحلوى والشوكولاته، وتجار الذهب ،وتجار العطور، ومحلات الهدايا والدمى القطنية "الدباديب"، ولا ننسى شركات المحمول والترويج للمكالمات والرسائل.
وفي الماضي كانت وسائل الإعلام الغربية تطالعنا كل عام بأرقام كبيرة عن حجم الإنفاق في يوم عيد الحب "الفالنتين" ، وكانت هذه الأرقام لا تمثل عندنا أي جديد، فهذه طبيعة المجتمعات الغربية التي تعلي من قيمة مثل هذه المناسبات، خاصة أن إمكانياتهم الاقتصادية تسمح بذلك، ولكن الغريب أن بعض الدول العربية بدأت تشارك الغرب في السنوات الأخيرة هذا الاهتمام، والأغرب أن بعضها تعاني من أزمات اقتصادية.
"الدباديب" في مصر
في مصر، ذلك البلد الذي يتخطى فيها معدل الفقر حاجز 20% ـ وفقا للتقديرات الحكومية ـ يقول الخبير الاقتصادي البارز حمدي عبد العظيم ،الرئيس السابق لأكاديمية السادات للعلوم الإدارية ، أن عيد الحب ينعش الاقتصاد المصري، ليصل حجم الرواج به إلى 100 مليون جنيها تتراوح مابين الزهور والدمي القطنية "الدباديب"، إضافة إلى رسائل الـ"sms " التى يتم إرسالها كما يشمل الرواج السياحي للفنادق والكازينوهات والحفلات التي يحيها مشاهير النجوم.
وهنا يؤكد محمود أبو شويل، صاحب محل للهدايا، بمنطقة حلوان أن عيد الحب من أكثر المناسبات التي تزداد فيها مبيعات الهدايا خاصة "الدباديب" التي يستعدون بتجيزها قبل "الفالنيتن" بفترة كافية، مشيرا إلى أن "الدبدوب" الواحد خاصة الأحمر منه يتراوح ثمنه مابين 35 و 400 جنيه بالإضافة إلى تغليفها بالشيفون الأحمر أو الأورجانزا الحمراء الذي قد يتجاوز الـ150 حسب حجم الهدية وتكلفة الخامات المستخدمة في التغليف.
مليون "sms" في الكويت
وبالطبع لن ننسى شركات المحمول وسعيها الدائم أن يكون لها نصيب، فالإعلانات التي تروج لها الشركات قبل أيام من احتفال عيد الحب طرحت الموبايل وخطوطه كبديل للهدايا، أوتخفيض سعر دقيقة المكالمة في هذا اليوم أو أسعار الرسائل الـ "sms" و "MMS" .
وفي هذا الصدد طالعتنا وسائل الإعلام في دولة الكويت العام الماضي ،أنه وخلال "الفالنتين" تصل عدد رسائل "sms" المرسلة إلى مليون رسالة، حسب إحصائيات شركة الهاتف الوطنية للاتصالات "وام تي سي".
وتزداد مبيعات الذهب بشكل ملحوظ، وتقفز مبيعات العطور إلى 40% عن المعدل الطبيعي، وترتفع مبيعات الزهور إلى أعلى معدلاتها لتمثل أكثر من 35% من مبيعات الزهور في العام كله، كما يرتفع استهلاك الشيكولاته بنسبة 50% والمنتجات الجلدية بنسبة 35%، وذلك حسب تقارير للغرفة التجارية الكويتية.
وفي سوريا، يصل إنفاق السوريين على الورود الحمراء وخاصة "الجورية الحمراء" عشية الاحتفال بـ "الفالنتين" إلى أكثر من 75 مليون ليرة سورية ،حيث يستنفر أصحاب محال الهدايا والورود في دمشق وغيرها من المناطق الحضرية لعرض هدايا هذا العيد التي يطغى عليها اللون الأحمر.
وتشير تقديرات الأسواق وأصحاب المحلات في دمشق، إلى أن الوردة الجورية الحمراء تتصدر اهتمام العشاق في كل مكان و يتضاعف سعرها في ذلك اليوم عدة مرات ليصل إلى نحو 150 ليرة سورية، بينما لايتجاوز سعرها في الأيام العادية نحو عشرين ليرة.
وتشير الإحصائيات ان السوق المحلية في سوريا تستهلك ماسقرب من نحو خمسمائة ألف وردة جورية حمراء تنتج منها محلياً نحو 25% والباقي يستورد من كولومبيا والهند بسعر نحو دولار للوردة الواحدة بالجملة وتباع بنحو ثلاثة دولارات تقريبا.
ومن أبرز ما طالعتنا عليه وسائل الإعلام العربية في الأيام الأخير هو ذلك العرض "الأسطوري" الذي أعلن عنه فندق السبعة نجوم "قصر الإمارات " في أبو ظبي؛ عرض خاص يقدمه بمناسبة "الفالنتين" يتضمن إقامة لشخصين طوال أسبوع في أرقى أجنحة الفندق مقابل مليون دولار أميركي "فقط".
ويشمل هذا العرض الأسطوري الذي أعلنت عنه ادارة الفندق ويستمر حتى نهاية 2010، سلسلة من النشاطات والهدايا المثيرة أبرزها تصميم أزياء خاصة بالنزلاء المحظوظين تحمل توقيع دار كريستيان ديور الباريسي وتركيب عطر خاص يحمل اسم النزلاء.
كما يخصص الفندق الذي يعد من أفخم فنادق العالم، موظفين خاصين لكل زوجين يهتمون بأدق تفاصيل إقامتهما من السهر على راحتهما داخل الغرفة وصولا إلى تنظيم جدول زياراتهما في سيارة فارهة من طراز مايباخ ستكون تحت تصرفهما طول مدة الإقامة.
وسيحظى العشاق ـ الأثرياء فقط ـ بعشاء رومنسي على شرفة جناحهم وتحت النجوم، إضافة إلى عشاء رومانسي آخر على مركب شراعي في البحر وجولة في الخليج، يمكنهم الاستفادة من جولة بمروحية فوق محميات للحياة البرية في الجزر المتناثرة قبالة سواحل أبو ظبي وفوق الكثبان الرملية في الربع الخالي.
وبينما ارتبط "الفالنتين" بالورود والشوكولاته ،إلا أن في اليابان الوضع مختلف فقد تحدت أحدى سلاسل مطاعم "البيتزا" في أن تستحوذ بيتزا مصنوعة على شكل "قلب" على جزء من إنفاق المحبين في البلاد بعد أن جرت العادة على أن تقدم النساء الشوكولاتة للرجال في "الفالنتين" ويرد الرجال الهدية بعد شهر وبالتحديد في "اليوم الأبيض".
ويصل سعر الواحدة الى 14 دولارا وبالفعل بدأت تلك السلسة في تلقي طلبات على شراء هذه "بيتزا القلب" قبل يوم "الفالنتين".
[بيتزا الحب في اليابان]
بيتزا الحب في اليابان
"بطاقات المعايدة"تكفي في العراق
وفي العراق يتوقع الاتحاد الدولي لتجارة التجزئة أن ينخفض مستوى الإنفاق على هدايا عيد الحب هذا العام، مقارنة بالعام الماضي ، نظرا لأن الإنفاق على شراء الحلوى ، الورود، المجوهرات ، والطعام سيكون أقل بصورة عامة.
ووفقا للتقرير الصادر عن الاتحاد والذي أوردته صحيفة "الصباح" العراقية فأنه من المتوقع أن يصرف المستهلك ما قيمته 97.27 دولار يوم عيد الحب هذا العام، بعد أن كان في العام الماضي 99.24 دولارا، وبذلك يتوقع أن يصل معدل الانفاق العام في هذا اليوم إلى 13.19مليار دولار.
وتوقع ان يصرف الشخص الواحد على الحبيب ما قيمته 58.85 دولارا ، و21.49 دولار على أفراد العائلة، و5.42 على أصدقائهم، و3.76 دولار على رفاق الصف و5.02 دولارا على غيرهم .
كما يتوقع أن تكون بطاقات المعايدة الهدية الأكثر رواجا في عيد الحب هذا العام ، ويليها في الترتيب الحلوى والدعوة على العشاء للاحتفال بهذه المناسبة.
"الزهور" في التشيك
يجمع بائعو الزهور إن عيد الحب هو أكثر مناسبة تعود عليهم بالربح الوفير على مدار العام أكثر من أي أعياد أخرى ويقبل الشباب بوجه خاص على شراء الورود في هذه المناسبة خاصة الورود الحمراء والبيضاء
وفي التشيك يطغى اللون الأحمر على واجهات المحال التجارية المختلفة في البلاد قبيل "الفالنتين" بأيام عدة استعدادا للأحتفال بتلك المناسبة خاصة محال الورود والعطور والزينة والحلويات وألعاب الحيوانات، وحتى مكاتب السياحة وشركات الطيران انضمت إلى حملة الترويج لهذا العيد، من خلال تخصيص بعضها، ومنها الخطوط الجوية التشيكية، تذاكر خاصة تحت اسم "تذاكر فالنتين"، تعرض فيها بيع تذكرتي طائرة إلى إحدى العواصم الأوروبية لإمضاء عطلة نهاية الأسبوع فيها لمحبين بسعر تذكرة واحدة.
[احد محلات الهدايا ]
احد محلات الهدايا
ويؤكد تجار الزهور ، أن مبيعات الورود تزداد لديهم بمقدار خمسة أضعاف قبل عيد العشاق، وعلى الرغم من أن مظاهر العيد تُلاحظ واضحة وبقوة في شوارع المدن التشيكية، إلا أن أخر استطلاع للرأي، أجرته وكالة ستيم مارك، أشار إلى أن 39% فقط من التشيك، الذين تزيد أعمارهم عن 15 عاماً، سيحتفلون بهذا العيد هذا العام، في حين يتجاهل نحو ثلثي عدد التشيك هذا العيد، وبدلاً من ذلك يعطون الأولوية في احتفالاتهم المشابهة للأعياد التقليدية، التي لها جذور عميقة في البلاد، مثل عيد الزواج وذكرى التعارف بين المحبين والعشاق أو أعياد الميلاد الشخصية.
السعودية ومصادرة الهدايا "الحمراء"
وفي السعودية فعادة ما تداهم فرق هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية في مختلف مدن المملكة المحلات التجارية التي تقوم ببيع الهدايا في يوم الـ "الفالنتين" والذي ترى الهيئة أنها تحمل مخالفات شرعية.
وتقوم الهيئة في ذلك اليوم بمصادرة جملة من البضائع ذات اللون الأحمر،مشددة مراقبتها علي جميع محلات الورود، والهدايا، والمقاهي، ومحلات تغليف الهدايا، لضبط "المخالفات" التي قد تصدر من المحلات، أو حتي من الأفراد، وخاصة الشباب الذين يجتمعون أمام المطاعم والمقاهي.