كشفت دراسة علمية نشرتها دورية طبية أمريكية متخصصة هذا الأسبوع، أن الفرعون الأسطوري الشاب، توت عنخ آمون، قضى جراء إصابته بالملاريا ومضاعفات كسر في الساق.
رغم اكتشاف قبر توت عنخ آمون في العام 1922، إلا أن حياة هذا الفرعون، الذي حكم مصر إبان حكم الأسرة الثامنة عشرة بين عامي 1336 و1327 قبل الميلاد والذي مات صغيراً، تظل لغزاً يؤرق المؤرخين والناس، إضافة إلى أنه لم يعرف عنه الكثير.
وقدر تحليل للطب الشرعي بعد فحص مومياء الفرعون الشاب أنه توفي عندما كان في سن تتراوح بين السابعة عشرة والتاسعة عشرة من عمره.
وفي الدراسة التي نشرتها مؤخراً دورية "الجمعية الطبية الأمريكية"، استخدم الباحثون فحوصاً جنية وإشعاعية وفي علم الأنثروبولوجيا (علم الإنسان) لدراسة مومياء توت عنخ آمون، و10 مومياءات أخرى معاصرة للفرعون الشاب.
وفي وقت سابق، وبناء على السجلات التاريخية والحفريات السابقة، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية، زاهي حواس، وكبير الباحثين في الدراسة، إن توت عنخ آمون هو ابن أمنحوتب الثالث، الفرعون الأكثر شعبية ونجاحاً في الأسرة 18، الذي عرف لاحقاً باسم أخناتون.
ومن خلال الفحص الجيني، حدد حواس أن الفرعون الصغير تزوج من شقيقتهويعتقد العلماء أن الأمراض الجينية والوراثية لعبت دوراً في وفاة توت عنخ آمون، بسبب خلل جيني متوارث في العائلة.
وقال حواس: "نحن نعرف أنه كان هناك ضعف وأمراض في هذه المومياءات، وربما مشاكل ذات علاقة بالقلب والأوعية الدموية."
وعندما قام الباحثون بإجراء مسح لمومياء توت عنخ آمون، وجدوا إصابته بالعديد من الأمراض مثل إصابته باحدوداب في عموده الفقري، إلى جانب تشوه إصبع القدم الكبير، الأمر الذي أدى إلى ضمور في قدمه اليسرى.
وقال حواس إن الرسومات القديمة كانت تصور توت عنخ آمون وهو يطلق السهام، أثناء جلوسه في العربة التي تجرها الخيل، وليس أثناء وقوفه، وهو أمر غير عادي.. وفي قبره، عثرنا على 100 عصاة للمشي، وفي البداية اعتقدنا أنها تمثل السلطة والقوة، ولكن تبين أنها عكازات قديمة كان يستخدمها، فهو بالكاد كان يستطيع السير والمشي."
وكشفت فحوص الحمض النووي كذلك عن إصابة توت عنخ آمون بالملاريا، وهو الكشف الذي عثر عليه في عدد من المومياءات أيضاً.
وقال حواس إن الكسر في الساق والإصابة بالملاريا ربما يكونان السبب وراء وفاة توت عنخ آمون.
وأوضح المسؤول المصري أنه بأخذ النتائج الحديثة ومقارنتها بالقديمة فإن الصورة أصبح واضحة.
وأشار حواس إلى أن المسح الكمبيوتري للمومياء في العام 2005 كان يهدف إلى التحقق من أنه تعرض للقتل، نظراً لأن الصور السابقة بأشعة إكس كشفت عن وجود ثقب في جمجمته، مضيفاً أنه تبين أن هذا الثقب تم أثناء عملية التحنيط، غير أنه تم اكتشاف كسر في عظم الساق الأيسر، ربما يكون له دور في وفاة الفرعون الصغير.