نبه الرئيس الأفغاني حامد كرزاي إلى ضرورة تفادي الإصابات المدنية خلال أكبر هجوم تشنه قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) على مسلحي طالبان.
ويشارك أكثر من 15 ألف من الجنود الأمريكيين والبريطانيين والأفغان في الهجوم. الذي يعد الأكبر منذ الإطاحة بحكم الحركة لأفغانستان عام 2001.
وكان الرئيس الرئيس الأفغاني حامد كرزاي قد أعطى موافقته على الهجوم منذ يوم الخميس الماضي، كما صرح مسؤول رفيع في الناتو لبي بي سي.
وذكرت التقارير أن قوات دنماركية وإيستونية تقوم أيضا بتقديم التغطية والإسناد للقوات المشاركة في الهجوم الذي بدأ في وقت مبكر من السبت تحت اسم "مشترك"، ويتركز في إقليم هيلمند الجنوبي.
مساعدة الحكومة
وقد هاجمت القوات المحمولة جوا بطائرات الهليكوبتر المناطق التي تسيطر عليها حركة طالبان في منطقتي مرجة وندّ علي الواقعتين في إقليم هلمند جنوبي البلاد، وذلك في محاولة لمساعدة القوات الحكومية إعادة بسط سيطرتها على المنطقة.
وقال المسؤول إن الهجوم ربما يكون جزءا من استراتيجية مواجهة المسلحين، والتي كان الجنرال ستانلي مكريستال، قائد كل من قوات الناتو والقوات الأمريكية في أفغانستان، قد أعدَّ خطوطها العريضة العام الماضي.
وقال الكابتن جوشوا وينفري، وهو قائد ميداني لإحدى الكتائب المشتركة في الهجوم: "لقد حطَّت أول موجة من المروحيات داخل بلدة مرجة. لقد بدأت العملية."
سوف نطرد طالبان قريبا من ملاذاتها الآمنة وسط هلمند. فحيث نذهب سنبقى، وحيث نحل سنبني
البريغادير جيمس كاوان، قائد القوات البريطانية في إقليم هلمند
سيطرة المسلحين
ويقول الناتو إن منطقة مرجة تُعد أكبر تجمع سكاني يخضع لسلطة المسلحين في جنوب أفغانستان، إذ ينتشر ما بين 400 وألف مسلح في المنطقة يتحكمون بسكان البلدة البالغ عددهم حوالي 100 ألف نسمة.
هذا وقد فرَّ العديد من السكان المحليين من مناطقهم قُبيل انطلاق "العملية المشتركة" التي تهدف إلى تطهير مدينة مرجة من مسلحي طالبان، وضمان إعادة بسط سيطرة القوات الحكومية عليها، وتأمين الخدمات لسكانها.
وأفاد القرويون النازحون عن ديارهم بأنهم شاهدوا مقاتلي طالبان يزرعون ألغاما على الطرقات في المنطقة قُبيل انطلاق الهجوم الذي كانت القوات المشتركة قد أنجزت جزءا منه الأسبوع الماضي بغرض السيطرة على منطقة ندّ علي.
ويقول مراسل بي بي سي للشؤون الأمنية، فرانك جاردنر، والموجود حاليا في قيادة قوات الناتو المتقدمة في قندهار، إن قادة التحالف على علم بالسمعة السيئة التي تصبغ الشرطة الأفغانية، ولذلك فهم مصممون على مراقبة أدائها بدقة أثناء العملية.
قائد ميداني بريطاني في أفغانستان
قائد بريطاني مخاطبا قواته قُبيل الهجوم: نحن سائرون إلى قلب الظلام
في الطليعة
يُشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تجد القوات الأفغانية نفسها في الطليعة، سواء كان ذلك في مرحلة التخطيط للهجوم أو المشاركة في الأعمال القتالية.
كما يقوم حوالي 1900 عنصر من عناصر الشرطة الأفغانية بتقديم المساندة والدعم للقوات المهاجمة، وذلك بُعيد الانتهاء من العمليات الحربية الأولية. وقد حُشد عدد كبير من الإداريين والمسؤولين الأفغان للمساهمة بنجاح الهجوم.
وفي كلمة له أمام قواته، قال البريغادير جيمس كاوان، قائد القوات البريطانية في إقليم هلمند: "كلنا معا في هذا (الهجوم)، فقد خططنا له سوية، وها نحن نخوض القتال معا: الأفغان والحلفاء، الجنود والمدنيين، الحكومة وشعبها."
وأضاف قائلا: "سوف نطرد طالبان قريبا من ملاذاتها الآمنة وسط هلمند. فحيث نذهب سنبقى، وحيث نحل سنبني."
تحذيرات مسبقة
لقد حطَّت أول موجة من المروحيات داخل بلدة مرجة. لقد بدأت العملية
الكابتن جوشوا وينفري، قائد ميداني في قوات الناتو بأفغانستان
وكان التخطيط لهذه العملية قد بدأ منذ أسابيع عدة قامت طائرات التحالف خلالها بإلقاء آلاف المنشورات على قرى المنطقة، وذلك لتحذير السكان المحليين من هجوم وشيك بغرض الحد من وقوع ضحايا أو إصابات بين المدنيين.
وقد قام السكان المحليون بدورهم على أثر ذلك بإنذار مسلحي طالبان بضرورة مغادرة مناطقهم، وإلا قاموا هم بقتلهم.
وقال مسؤولون محليون إن حوالي 35 ألفا من سكان مرجة نزحوا عن ديارهم وقد توجهوا إلى مناطق أخرى أكثر أمانا في هلمند.
إلا أن تقارير تحدثت عن بقاء العديد من المدنيين في مناطقهم، بينما قالت حركة طالبان إن مسلحيها مستعدون لمواجهة الهجوم ومقاومته.
ويُعتقد أن طالبان كانت قد أعدت دفاعاتها في المنطقة قُبيل الهجوم، إذ قام عناصرها بزرع قنابل يدوية الصنع على الطرقات والمسارات التي يتوقعون بأن تسلكها القوات المهاجمة.
عملية سابقة
وكانت القوات الدولية في أفغانستان والقوات المسلحة الأفغانية قد أعلنت أنها قتلت أكثر من عشرين مسلحا في مناطق غربي البلاد.
وأوضح بيان صادر عن الناتو أن خمسة من المسلحين اعتُقلوا في عملية عسكرية شنتها قوات التحالف في إقليم فرح.
وأضاف البيان قائلا إن العملية استهدفت قائدا عسكريا في حركة طالبان يُعتقد أنه مسؤول عن تنظيم هجمات انتحارية.
وقال بيان الناتو إن قنابل يدوية أُلقيت على القوات الدولية والأفغانية في المنطقة، وأن انتحاريا فجَّر نفسه خلال العملية.
وأوضح البيان أن العملية لم تسفر عن مقتل أو جرح أي مدني.