اكد متخصصون اهمية التكامل العربي للوصول إلى الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة المتجددة مشيدين باهتمام دولة الكويت في تعزيز مساهمة الطاقة البديلة في الخليط الكلي لمصادر الطاقة في البلاد.
واجمع المتخصصون الذين شاركوا في الحوار الذي نظمته "الجمعية الاردنية للطاقة المتجددة" بمشاركة خبراء عرب واجانب والذي اختتم اعماله أمس على ضرورة ايجاد تكامل عربي يؤسس لبرامج تنموية مستدامة ترفع من نسبة مساهمة الطاقة المتجددة في خليط الطاقة الكلي بالاعتماد على امكانات الدول العربية الطبيعية.
وبهذا الخصوص ذكر رئيس جامعة "مؤتة" الحكومية ونائب رئيس "الجمعية الاردنية للطاقة المتجددة" الدكتور عبدالرحيم الحنيطي في تصريح لوكالة الانباء الكويتية "كونا" "انه وعلى الرغم من توفر مصادر الطاقة الاحفورية في دول مجلس التعاون الخليجي الا ان هذه الدول خاصة دولتا الكويت والامارات العربية المتحدة اطلقتا مبادرات مهمة تشتمل على موازنات وخطط زمنية لتعزيز مساهمة قطاع الطاقة المتجددة في الخليط الكلي للطاقة في البلدين".
واضاف ان الطاقة المتجددة في دول مجلس التعاون الخليجي ستشهد انطلاقة قوية رغم توفر النفط على اراضيها وذلك من خلال استفادتها من ارتفاع اسعاره في تطوير برامج تنموية مستدامة تعزز قدرات هذه الدول في هذا المجال.
وعن التحديات التي تواجه قطاع الطاقة المتجددة في العالم العربي اكد الحنيطي "ضرورة توفر الارادة السياسية لتعزيز مساهمة هذا القطاع في المنطقة العربية في خليط الطاقة الكلي خاصة وان العالم العربي غني بمصادر هذه الطاق التي تعد طاقة المستقبل".
واوضح "ان المطلوب تخصيص مؤسسات تضع برامج تنفيذية لتطبيق برامج الطاقة المتجددة وفق خطط زمنية وضرورة توفير التمويل الذي يشكل عاملا محفزا لاستقطاب القطاع الخاص خاصة البنوك والمؤسسات الصناعية".
كما اكد على "اهمية شيوع ثقافة الاقتناع بالطاقة المتجددة لدى الشعوب باعداد برامج توعية تشمل المدارس والجامعات وباقي فئات المجتمع العربي بما يرسخ هذه الثقافة منذ البدايات بتنشئة اجيال بالتزامن مع التوجهات نحو هذا المصدر الهام للطاقة".
ودعا الحنيطي في السياق ذاته الى "تكاملية عربية في هذا المجال كما هو معمول به في الدول الاوروبية" قائلا انه من الضروري ايجاد تعاون عربي ضمن مؤسسات الدول في مجال انتاج هذه الطاقة خاصة وان الدول العربية تعيش حوالي 300 يوم مشمس في العام مؤكدا على اهمية التكاملية في تحقيق اكتفاء ذاتي عربي من مصادر الطاقة المتجددة.
من جانبه قال مدير عام "الجمعية الاردنية للطاقة المتجددة" المهندس محمد الطعاني "ان التوجه العالمي نحو الطاقة المتجددة يستدعي تكثيف الجهود العربية لاعتماد هذا المصدر المهم من الطاقة وتعزيز مساهمتها في مصادر الطاقة في الدول العربية".
واكد الطعاني الاهمية البيئية للطاقة المتجددة ودورها في دعم الاقتصادات العربية بالطاقة الكهربائية من خلال مصادر نظيفة تحافظ على البيئة باستغلال مصدري الشمس والرياح في المناطق الغنية بهما.
بدوره ذكر المتحدث باسم وزارة الطاقة الاردنية محمود العيص "ان استغلال الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء في الوطن العربي ما زال في مرحلة الابحاث ولم يصل الى مرحلة التطبيق بعد في حين تعد مصر صاحبة تجربة في الاستفادة من طاقة الرياح التي تنتج منها 250 ميغاواط".
واشار العيص الى ان الدول العربية الشرق اوسطية تسعى للاستفادة من مشروع يمول من قبل اوروبا لدعم استغلال الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء ومن ثم بيعها لها.