بالرغم من اتفاق الدول الغربية على تشديد العقوبات المفروضة على إيران في إطار تقييد الوضع المتعلق بالبرنامج النووي، تجاهلت خمس شركات أوروبية وآسيوية تلك الإجراءات واتجهت لاستثمار 30 مليار دولار في خمسة حقول للنفط والغاز في طهران.
وأعلن سيف الله جشت ساز مساعد وزير النفط الايراني، المدير التنفيذي لشركة النفط الوطنية الايرانية في حديث لوكالة مهر للانباء أنه خلافا لبعض التصريحات فإن الشركات الأوروبية والآسيوية الكبرى تتسابق للاستثمار في تطوير حقوق النفط والغاز الإيرانية وذلك خلافاً لبعض التصريحات التي تقول عكس ذلك مؤكداً أنه سيتم توقيع العقود الخمسة تدريجيا مع الشركات الأجنبية في غضون الشهرين المقبلين.
وأضاف أنه لا يمكننا الاعلان عن تفاصيل بعض عقود النفط والغاز المبرمة مع الشركات الأجنبية مراعاة لبعض المسائل إلا أن الواقع هو اننا نجري حاليا محادثات مع شركات عديدة للاستثمار في حقول النفط والغاز الإيرانية.
وتجري هذه المحادثات النهائية بحسب المسؤول الإيراني مع إحدى الشركات الأوروبية لتطوير حقل الغاز لاوان ومع شركة أوروبية أخرى لتطوير المرحلتين 13 و14 من حقل بارس الجنوبي في حين سيتم التعاقد مع إحدى الشركات الآسيوية لاستكشاف منطقتين في بحر قزوين ومع شركة أسيوية أخرى لتطوير حقل ازادكان النفطي كما سيتم تطوير حقل كيش الغازي من خلال التعاون بين شركة محلية إيرانية وأخرى أجنبية.
يشار إلى أن إيران تمتلك ثاني أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في العالم بعد روسيا غير أن العقوبات المفروضة عليها من جانب الولايات المتحدة والأمم المتحدة تحول دون جذب الاستثمارات الأجنبية والتكنولوجيا وهو ما يبطئ تحولها إلى مصدر كبير.
وعلى صعيد متصل أكد مساعد رئيس الجمهورية في المجلس الأعلى لشؤون الإيرانيين في خارج البلاد، اسفنديار رحيم مشائي، على منح الثقة لكافة المستثمرين الأجانب بأن أمن الاستثمارات في إيران وفوائدها قد ضمنها البنك المركزي الايراني.
ومع اتجاه الولايات المتحدة إلى تشديد وفرض العقوبات على الشركات والبنوك الأمركية التي تتعامل مع إيران، أعلنت منظمة تنمية التجارة الإيرانية عن وجود خطة لإلغاء الدولار بشكل نهائي من تشكيلة احتياطي إيران من العملات الصعبة.
وذكرت أنه منذ شهر أكتوبر 2007 وحتى الآن قامت إيران بتسلم 85% من قيمة نفطها المصدر بعملات أجنبية أخرى غير الدولار، وهي عازمة على تسلم الـ15% المتبقية أيضاً بعملات أخرى مثل الدرهم الإماراتي.
وكانت إيران قد طلبت من اليابان مؤخراً أن تسدد لها قيمة شحنات النفط المصدرة بالين بدلا من الدولار. كما تعتزم إيران إنشاء بورصة حرة للبضائع يطلق عليها بورصة النفط الإيراني .وتتيح هذه البورصة لإيران إمكانية التعامل في مجال النفط والغاز بعملات أخرى غير الدولار مثل اليورو، حسب وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء.
هذا وقد أصدر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد توجيهاته باستبدال الدولار باليورو في حسابات احتياطي إيران من العملات الصعبة.
كما أعلن محافظ البنك المركزي الإيراني مؤخرا أن الأرباح الوفيرة التي حققتها إيران ناجمة عن تغيير تشكيلة سلة العملات الصعبة. وقال إن البنك المركزي يراقب عن كثب سوق العملات الصعبة.