الحياة ليست رداء نرتديه ثم نخلعه ، لكل منا حياته وذاته الخاصة به ، وعلى
درجة تحكمك بذاتك تكون درجة نجاحك، فإن التحكم بالذات هو مفتاحك للنجاح في
علاقتك مع نفسك أولاً ثم مع الآخرين .

نحن نعيش في جسدنا هذا بشخصيتين مختلفتين
الشخصية الأولى .. ترمز إلى العقل الواعي وهي الشخصية الظاهرة وتعتمد على
التحليل والمنطق .

والشخصية الثانية ..تعتمد على العقل اللا واعي ( العقل الباطن ) وهي تعتمد
على برمجات تبرمجنا عليها بسبب المجتمع والأهل ومحتمل أن تكون خاطئة ومحتمل
أن تكون صحيحة .



فإذا اصطلح العقل الظاهر مع العقل الباطن كان الإنسان ناجحاً بحياته , أما
إن اختلف العقل الظاهر والعقل الباطن فيمكن أن يصاب الإنسان بالعقد النفسية
والأمراض التي تجعله ضعيف الشخصية .


ان معظم الناس تتم برمجتها منذ الصغر على ان يتصرفوا أو يتكلموا أو يعتقدوا
بطريقة معينة قد تكون سلبية ، وتكبر معهم حتى يصبحوا سجناء ما يسمى
"بالبرمجة السلبية "التي تحد من حصولهم على اشياء كثيرة في هذه الحياة .

ان مانحس به من عواطف لايمثل الا جزء بسيط من الطاقة الوجدانية الكامنة
داخلنا


العواطف المدفونة والتي نسيناها هي اكبر حجما وأشد عنفا من العواطف التي
نحس بها وندركها بشعورنا الواعي
نحن لانتحكم الا في المراحل الاولى من اشتعال العاطفة والانفعال ولكن ما ان
ينفجر البركان نصبح كالقشة في مهب الريح ولانستطيع التحكم بها .

الحياة الوجدانية والعاطفية شأنها شأن - اي جزء من الشخصية - قابلة للترويض
والتهذيب


كلنا بحاجة في جميع مراحل حياتنا الى هذه التدريبات التي تصقل حياتنا
الوجدانية وتنقي سلوكنا العاطفي مؤدية بالتالي الى تقوية الشخصية .

ولحسن الحظ فانت وأنا وأي شخص في استطاعتنا التصرف تجاه التحدث مع الذات
وفي استطاعتنا تغير أي برمجة سلبية لاحلال برمجة أخرى جديدة تزودنا بالقوة .


ويقول احد علماء الهندسة النفسية : " في استطاعتنا في كل لحظة تغير
ماضينا ومستقبلنا وذلك باعادة برمجة حاضرنا .

وقد قيل :


راقب أفكارك لانها ستصبح أفعالا
راقب أفعالك لانها ستصبح عادات
راقب عادتك لانها ستصبح طباعا
راقب طباعك لانها ستحدد مصيرك .

والحقيقه العلميه تقول :



ان العقل الباطن لا يعقل الاشياء مثل العقل الواعي فهو ببساطة يخزن
المعلومات ويقوم بتكرارها فيما بعد


كلما تم استدعاوها من مكان تخزينها . فلو حدث أن رسالة تبرمجت في هذا
العقل لمدة طويله ولمرات عديدة مثل أن تقول دائما في كل موقف … أنا خجول …
أنا عصبي المزاج , أو أنا لا أستطيع مزاولة الرياضة , أنا لا استطيع كذا
وكذا ….
فان مثل هذه الرسائل ستترسخ وتستقر في مستوى عميق في العقل الباطن ولا
يمكن تغيرها , ولكن يمكن استبدالها ببرمجة أخرى سليمة وايجابية .

فى المشاركات القادمه سأضيف بعض الرسائل الايجابيه والتى من خلالها يمكن ان
نعيد برمجه الذات

.