في الأمطارِ، وفي أضواءِ السيّارات وأطاردَ طيفكِ.. حتّى.. حتّى.. في أوراقِ الإعلانات عّلمني حُبّكِ كيفَ أهيمُ على وَجهي ساعات بَحثًا عن شِعرٍ َ غجَريٍّ تحسُدُهُ ُ كلُّ الغَجريّات بحثًا عن وجهٍ.. عن صوتٍ.. هوَ ُ كلُّ الأوجهِ والأصوات أدخلني حبُّكِ سيِّدتي مُدُن الأحزان وأنا من قبلكِ لم أدخل مُدُن الأحزان.. لم أعرِف أبدًا أن الدمعَ هو الإنسان أن الإنسان بلا حزنٍ.. ذكرى إنسان عّلمني حبكِ.. أن أتصرَّفَ كالصّبيان أن أرسمَ وجهك.. بالطبشورِ على الحيطان
وعلى أشرعةِ الصَّيادين على الأجراسِ.. على الصُّلبان عّلمني حبكِ.. كيف الحبُّ يغيّرُ خارطَة الأزمان عّلمني.. أنِّي حينَ ُأحِبُّ تكفُّ الأرضُ عن الدوران.. عّلمني حُبك أشياءً ما كانت أبدًا في الحسبان فقرأتُ أقاصيصَ الأطفالِ.. دخلتُ قصورَ ملوكِ الجان وحلمتُ بأن تتزوجني بنتُ السلطان تلكَ العيناها.. أصفى من ماء الخلجان تلك الشفتاها.. أشهى من زهرِ الرُّمان وحلمتُ بأني أخطُِفها مثل الُفرسان.. علَّمني حُبُّكِ، يا سيِّدتي، ما الهذيان عّلمني.. كيفَ يمرُّ العُمر ولا تأتي بنتُ السلطان..